أنهى ريال مدريد مشاركته في كأس السوبر الإسباني بنهاية مريرة، بعد هزيمته المدوية أمام غريمه التقليدي، برشلونة 4-5.
لم تترك الهزيمة في صفوف ريال مدريد شعورًا بالفشل فقط، بل فتحت الباب أيضًا لعدة توترات داخلية ظهرت بشكل واضح بعد صافرة النهاية. وترك اللاعبون الملعب برؤوس منخفضة، وسط أجواء حزينة بين صفوف اللاعبين والجماهير المدريدية، وأدت عبارة قالها رئيس النادي فلورنتينو بيريز إلى المزيد من الجدل في محيط النادي الملكي.
اللحظة التي أثارت الجدل
قبل تسليم كأس البطولة للفائز ومرور لاعبي ريال مدريد عبر الممر المعتاد للحصول على الميدالية الفضية، وفي لحظة عُكست على الكاميرات وأثارت جدلاً واسعًا، أثناء تحية فلورنتينو بيريز للاعب لوكا مودريتش، تم التقاط عبارة من رئيس النادي لم تكن محبوبة من قبل الكثيرين، في محاولة منه لتخفيف الأجواء بعد الهزيمة القاسية، قال بيريز: في بعض الأحيان علينا أن ننهزم، أليس كذلك؟
رد مودريتش كان سريعًا، حيث لم يظهر أي ابتسامة أو تعبير ودي، بل اكتفى بالرد بشكل مقتضب وواصل سيره دون ظهور أي انفعال على وجهه. برودة رد فعل مودريتش والسياق الذي وردت فيه الكلمات جعل العديد من الجماهير يشعرون بعدم الارتياح، واعتبروا أن كلمات الرئيس كانت غير مناسبة في ذلك التوقيت الحساس.
نادي ريال مدريد ليس معتادًا على خسارة النهائيات، فالتاريخ العريق للنادي مليء بالانتصارات في المباريات الحاسمة. في الواقع، آخر مرة خسر فيها الفريق في نهائي كان في عام 2018، عندما فاز أتلتيكو مدريد عليه في نهائي السوبر الأوروبي. ومنذ ذلك الحين، حافظ الفريق الأبيض على هيمنته في النهائيات، مما يجعل الهزيمة أمام برشلونة أكثر مرارة.
هل كان تعليقًا غير موفق أم محاولة تهدئة من طرف الرئيس؟
بينما يعتقد البعض أن كلمات فلورنتينو بيريز كانت محاولة لتخفيف وقع الموقف، يرى آخرون أن نبرتها كانت سطحية وغير حساسة تجاه الفشل الذي تعرض له الفريق. بالنسبة للكثيرين، لا يمكن لنادٍ مثل ريال مدريد أن يتعامل مع هذه الخسارة بتلك الطريقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بنهائي أمام برشلونة.
تأثر جمهور النادي، الذي اعتاد على الفوز والتمتع بعقلية الانتصار، بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت التعليقات حول تصرفات الرئيس في الغالب سلبية. ومع ذلك، لم يصدر أي بيان رسمي من النادي حول الموضوع، مما يزيد من التوتر والجدل المحيط بالحادثة.
هزيمة ليست ككل الهزائم
بعيدًا عن النتيجة الرياضية، تمثل هذه الهزيمة في السعودية ضربة معنوية كبيرة لغرف الملابس في ريال مدريد، الذي كان يعاني من بعض الشكوك حول أدائه في الأسابيع الأخيرة. ومع بقاء الدوري ودوري الأبطال في اللعب، يجب على الفريق أن يستعيد توازنه بسرعة لتفادي أن تتحول هذه الخسارة إلى بداية أزمة رياضية.
من المتوقع أن نرى كيف سيتعامل الفريق مع هذه النكسة، وما إذا كانت كلمات فلورنتينو بيريز ستظل مجرد ذكرى طريفة أم بداية فجوة أكبر في غرفة الملابس. ما هو واضح هو أن الخسارة في ريال مدريد ليست أمرًا معتادًا، وكل تعثر، مهما كان صغيرًا، يترك وراءه عواقب.
إرسال تعليق