في خطوة غير متوقعة، أعلن المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة استقالته من تدريب فريق شبيبة القبائل، وذلك بعد ساعات فقط من قيادة فريقه إلى الفوز على نادي ترجي قالمة بهدفين نظيفين في منافسات كأس الجزائر.
ورغم الفرحة العارمة بالفوز، جاء إعلان الاستقالة ليصدم الجماهير والمراقبين، خاصة بعدما كشف بنشيخة عن تعرضه للإهانات مستمرة من طرف بعض أنصار الفريق.
في تصريحاته عقب المباراة، أوضح بنشيخة أن قراره جاء بعد موجة من السب والشتم تعرض لها من الجماهير منذ خسارة فريقه أمام أولمبي الشلف في الدوري الجزائري. وقال بنشيخة: إنهم يسبونني ويشتمونني حتى عندما نفوز، لا أستطيع القبول بمثل هذا الوضع، من حق الجمهور ينتقدني، لكني أرفض تمامًا المس بكرامتي.
وأشار بنشيخة إلى أن الأمر لم يتوقف عند حد السب والشتم، بل وصل إلى حد البصق عليه، وهو ما وصفه بأنه تجاوز لكل الخطوط الحمراء: أنا شخص يؤمن بحق الجماهير في التعبير عن رأيها، لكن الإهانة والبصق شيء لا يمكن السكوت عنه. ما زاد من ألمي أنهم يعاملونني بهذه الطريقة وكأني عدو، بينما كانوا سيعاملون مدربًا أجنبيًا باحترام أكبر.
إدارة شبيبة القبائل حاولت التدخل لثني بنشيخة عن قراره، حيث عقدت اجتماعًا عاجلاً معه بعد المباراة، وأكدت تفهمها لموقفه وتعاطفها معه، إلا أن المدرب الجزائري أصرّ على موقفه قائلًا: لقد اتخذت قراري ولن أتراجع عنه، الكرامة فوق كل شيء.
وبعد تصريحات بنشيخة المثيرة، أصدرت إدارة شبيبة القبائل بيانًا رسميًا انتقدت فيه بشدة طريقة استقالة المدرب، مشيرة إلى أنها تلقت استقالته عبر بريد إلكتروني مقتضب دون توضيحات كافية، ولم تكن إدارة شبيبة القبائل راضية عن الطريقة التي تم بها إعلان المدرب استقالته.
وقال رئيس النادي الهادي ولد علي في البيان: نعتبر استقالة بنشيخة نافذة، رغم أننا كنا نأمل أن يتم ذلك عبر قنوات الاتصال الرسمية. الطريقة التي اختارها المدرب تعكس غياب الاحترافية والاحترام تجاه النادي وجماهيره، وأضاف البيان: تبرير الإستقالة بحادث استثاء مع أحد حماهير الفريق يظهر عدم الاحترافية في التعامل مع الأمور. وأضاف: إن مشجعو شبيبة القبائل يظلون مثاليين ومحترمين، والدليل على ذلك تتويجهم بجائزة أفضل جمهور لعام 2024”.
يُذكر أن بنشيخة تولى تدريب شبيبة القبائل في بداية الموسم الجاري وحقق نتائج إيجابية مع الفريق، حيث قاده إلى صدارة دوري المحترفين مؤقتًا برصيد 24 نقطة من 14 مباراة، إلا أن الأجواء المشحونة مع بعض الجماهير جعلت استمراره في الفريق أمرًا مستحيلًا.
قرار رحيل بنشيخة يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل شبيبة القبائل في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها الفريق، خاصة مع اقتراب المنافسات الحاسمة في الدوري والكأس، كما يثير الجدل حول كيفية تعامل الأندية مع الضغوط الجماهيرية التي قد تؤثر على استقرار الفرق وتماسكها.
إرسال تعليق